رحلة الحرية - استراليا
تُعَدّ رحلة الحرية لعام 1965 حَدَثاً مهماً في تاريخ الحقوق المدنية لسكان استراليا الأصليين بإلهامٍ من رحلات الحرية التي قامت بها حركات الحقوق المدنية الامريكية ، قامَ عدد من الطلبة في جامعة سدني بتشكيل جماعة أطلقت على نفسها اسم "الحركة الطلابية من أجل سكان أستراليا الأصليين"، بقيادة تشارلز پركينز (Charles Perkins) (اول طالب من سكان استراليا الأصليين حاصل على شهادة جامعية) و بصحبة مجموعة من الطلبة ، واتجهوا بالحافلة في رحلة لزيارة بعض المدن الريفية في ولاية نيوساوث ويلز، حيث اعتَبَرَ بعضهم هذه الرحلة بمثابة مهمة لتقصّي الحقائق
وما وجدوه بالفعل خلال هذه الرحلة كان تمييزا عرقياً عميقاً. وقاموا برفع الشعارات والاحتجاج والتظاهر ، وتمت مواجهتهم بالعنف لرفعهم شعارات تطالب بحقوق سكان أستراليا الأصليين. و استمرت التظاهرات لساعات طويلة وخصوصاً في المناطق التي كان يمنع فيها الاختلاط ما بين الأوربيين والسكان الأصليين مثل برك السباحة و الحدائق العامة و الحاناتِ وكانت ردود فعل الناس اتجاههم متفاوتة
و في عام 1967 أقرت الحكومة الاسترالية مذكرة حذفت بموجبها بنود الدستور الاسترالي التي كانت بها تفرقة ضد سكان استراليا الأصليين ومنحت السلطة للحكومات الفدرالية في اتخاذ قرارات مباشرة فيما يتعلق بشؤون السكان الأصليين
و في خلال تلك الفترة(1965) كان التمييز العرقي يتخلل حتى إجراءات لإحصاء السكاني ، فكانوا يعدّون السكان الأصليين بمعزل عن الأوربيين و لم يعترفوا بحقوقهم كمواطنين
كل هذا حدث نتيجة لواقعة عام 1964 عندما تظاهَرَ طَلَبَة من جامعة سدني ضد التفرقة العرقية في الولايات المتحدة الامريكية، وكان ردّ فعل بعض العامة أنهم طالبوا هؤلاء الطلبة بمعالجة ما يدور في بلادهم أولاً اذا كانت غايتهم حقاً هي تسليط الضوء على التمييز و التفرقة العرقية
المجتمعات السكنية التي مرت بها الرحلة
أجرى كل من آن كيرثويس آن كيرثويز (Ann Curthoys) ولويس هايهام (Louise Higham) خلال هذه الرحلة بمقابلة بعض المقيمين من المجتمعات السكنية في منطقة موري (Moree). و أصبحت مدينة موريي خلال هذه الرحلة موقعاً لصراعٍ عنيف ، فحدث بعد انتهاء التظاهرات في منطقة . و كان احد أعضاء هذه الرحلة هو الصحفي المتدرب بروس ماكسويل و بذلك وجد هذا الخبر طريقه للعنواين حيث قامَ بنشر هذا الخبر الذي تَصَدَّرَ العناوين الرئيسية في صحيفة سدني مورنينغ هيرالد (Sydney Morning Herald)، الأمر الذي لفت انتباه وسائل الاعلام العالمية. وشبهت بعض التقارير الصحفية التفرقة و التمييز العرقي الذي يعاني منه سكان استراليا الأصليين لما يحصل للأمريكيين ذوي الأصول الافريقية في الولايات الجنوبية من الولايات المتحدة الامريكية
وكانت أولٓ مدينتين مرّت بها هذه الرحلة هما ويلينغتون (Wellington) و غولارغامبون (Gulargambone) ولم يتظاهروا فيها و أنما طرحوا الأسئلة على سكان هذه المدن و لقد أكدت أجوبتهم على مدى انتشارالتفرقة و التمييز العنصري في المناطق الريفية . و من المدن الاخرى التي قاموا بزيارتها هي ليزمور (Lismore) و باوراڤيل (Bowraville) و كيمبسي (Kempsey).
إعادة تمثيل الرحلة
في سنة 2005 أخذت حافلةً اخرى نفس المسار الذي أخذته الحافلة الاولى في ولاية نيوساوث ويلز و كان الهدف من الرحلة الجديدة هو تحديد مدى التغييرات التي حصلت خلال الأربعين سنةً الماضية و حوار المصالحة. وبالرغم من ذلك فقد وجدت هذه الرحلة أن التمييز العنصري مازالَ قائماً و في نفس الوقت كشفت الرحلة عن سوء الأوضاع السكنية لسكان أستراليا الأصليين في تلك المناطق . و تلقى وزير شؤون سكان استراليا الأصليين ، أندورا ريفشوغ (Andrew Refshauge) ، تقريرا عن نتائج رحلة 2005 ، و تضمنت هذه الرحلة زيارات لأكثر من ثلاثة عشر مجتمع سكني لسكان أستراليا الأصليين
الذكرى الخمسينية
للاحتفال بالذكرى الخمسينية لرحلة الحرية، انطلقت حافلتان -على متنها بعضاً من المشاركين الأوائل في الرحلة الاولى لعام 1965 بالأضافةِ الى مجموعةٍ من طلبةِ جامعة سدني، منطلقين في نفسِ المسّار للرحلة الأولى